حسن أحمد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد

الانتظار غربة المقيم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيل

 

 حزن المآتم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن أحمد
Admin



المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 31/07/2018

حزن المآتم Empty
مُساهمةموضوع: حزن المآتم   حزن المآتم Emptyالثلاثاء يوليو 31, 2018 4:57 pm



في عتمة جاثمة على أزقة الحي الشعبي، وهدوء يؤجج الضجيج الداخلي، وحجرة خالية من كل شيء الا من الحزن والصمت الرهيب، لم يكن سعيد الابن الوحيد لأبي مستور، ولكنه الشمعة التي تضيء شيخوخته وعصاه التي يتوكأ عليها وهندامه الذي يتباهى به. كان الثمرة الناضجة من بين كل البذور التي زرعها في شبابه، شتان ما بين ابن وآخر، فأحدهم استولت عليه زوجته الشابة، والآخر اتم حفظ القرآن وآثر أن يطلب العلم، آثر الترحال على الحِل، وآخر كالأرض التي لا تمسك الماء ولا تنبت الزرع، لا يمنع شراً ولا يسدي معروفاً. "آه يا سعيد ليتك بقيت و ... أستغفر الله ... استغفر الله". الله لهذا الحزن وهذا الندم والألم والحرقة يا ابو مستور. ثروة العمر تضيع فجأة هكذا، ورياح الخريف تهب ولكنها اقسى وانكى هذه المرة، إنها تعصف في أفول العمر. "يا سعيد ... يا فرحة نسجت قلادة على صدر أمك وخاتماً في يد أبيك، هل لنا من سبيلٍ اليك"! يوشك ابو مستور أن يهذي ويُرفع عنه القلم مما يجد من الوجد! لم يُشرِّع الحزن ابوابا للمعزين، وقد صيَّر ظهره وجها للأعراف، فلا يرى أحداً يستطيع او يستحق أن يعزيه في سعيد. ذبلت الابتسامة وانحنت الاستقامة وقد خيّم الزهد على وجوده، لا شيء يستحق كتابة وصية، تُرِك البيت لأنصاف الثمار وأٌطفئ السراج ومضى ابو سعيد على غير هدى، فربّ قدرٍ يأخذه في هذه العتمة الى حيث يشتهي ...
لا يزال المذياع، الذي أناب عن القارئ الزاهد في مآتم الفقراء، يتلو ...

(يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حزن المآتم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حسن أحمد :: الرئيسية :: قصة قصيرة-
انتقل الى: