تنطوي الأيام على أُناسٍ وأُناس، ينبتون ويبرقون في حياتنا ويعصفون بأيامنا، وبنا تارة، ويباركوننا تارةً أخرى. نسماتٌ ولفحاتٌ تهبُّ زمناً وتسكن أياماً، أشبه بقدرٍ محتوم مُطلَق الغيبية! هكذا تزهر الحقول ويخبو السنا، يتهادى الهتان فيحرق أنفاس الجمْر الأخيرة، التي تنازع الغرق وكثبان الرماد المنكثَّة كبركانٍ يتداعى بغتة، كتلة واحدة، بنوره وناره وحممه وجحيمه من الأعالي إلى الأعماق، مُحْدِثاً الجلجلة والوجل من حيث البدء إلى نواة القرار المجهول السُّحْق! هكذا أتوا ويأتون ويمضون كالبثور والبذور، كالنيران والأنوار، كالأبرار والفجار، لا يستقرون ولا يأخذون ظِلالهم معهم! يتركوننا بين ألم الذكريات المنكوءة، وبين أمل الأمنيات العاقِر.